المؤمنون كلهم أولياء الله، قال تعالى: (للَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا)
وأكرمهم عنده أتقاهم، قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ)
ومحبته، وولايته لهم بمحبتهم والإحسان إليهم.
هو كل مؤمن تقي، قال تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾)
ومراتبهم في الولاية بحسب مراتبهم في الإيمان والتقوى، لا بنسبٍ ولا دعوى، قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
أمر خارق للعادة، يجريه الله على يد ولي من أوليائه، كرامةً له، وتصديقاً للنبي الذي اتبعه، وهي على نوعين:
أحدهما: في العلوم، والمكاشفات، والفراسة، والإلهامات.
الثاني: في القدرة، والتأثيرات.
والكرامات حاصلة لأولياء الله في الأمم الماضية ولصدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، وباقية فيها إلى يوم القيامة.
التي تُؤخذ منها العقيدة والشريعة والسلوك ثلاثة: الكتاب، والسنة الصحيحة، والإجماع المنضبط، ولا يحل أن تعارض برأي، أو قياس، أو ذوق، أو كشف، أو قول أحد كائناً من كان.
سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان، والإعراض عن السبل المبتدعة التي أحدثها المتكلمون والصوفية؛ قال تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )
لا يعارض النقل الصحيح، السالم من العلل القادحات، وقد تأتي النصوص بمحارات العقول، لكن يمتنع أن تأتي بمحالات العقول، ومن توهم التعارض فقد أُتي من فساد عقله، ويلزمه حينئذٍ تقديم النقل على العقل.
وهي الإحداث في الدين، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد)) متفق عليه.
وفي لفظ عند مسلم وعند البخاري معلقاً مجزوماً به: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))
هناك عدة أنواع مختلفة من الانحراف:
1- عقدية: كالتشيع والخروج والقدر والإرجاء.
2- عملية: كالرهبانية والطرقية.
3- أصلية: كالموالد والأذكار المحدثة.
4- إضافية: تتطرق إلى العبادة في سببها، أو جنسها، أو قدرها، أو كيفيتها، أو زمانها، أو مكانها.
5- مغلظة: كالشرك بأنواعه.
6- مخففة: كالذكر الجماعي.
7- مكفرة: كنفي الصفات.
8- مفسقة: كالسماع المحرم.
من الصبر، والكرم، والشجاعة، والحلم، والصفح، والتواضع، وترك أضدادها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والإحسان إلى اليتامى، والمساكين، وابن السبيل. قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
وعن أبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق))
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهمالملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه))