دين الله واحد، وهو الإسلام؛ قال تعالى: ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ)
وهو دين الله للأولين والآخرين؛ قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا)
وهذا هو الإسلام بالمعنى العام؛ الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك.
وأما الإسلام بالمعنى الخاص، فهو ما بعث الله به نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- من الهدى ودين الحق؛ من عقائد صحيحة، وشرائع عادلة، وأعمال صالحة، وأخلاق قويمة، وجعله ناسخاً لما سبقه من الأديان، فلا يقبل ديناً سواه؛ قال تعالى: ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة؛ يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار))
وقد سمى الله عباده الذين سبقت لهم منه الحسنى مسلمين؛ فقال: (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)
لكن لمَّا جرت سنة الله في خلقه أن يختلفوا ويفترقوا، كما قال نبيه -صلى الله عليه وسلم-: ((ألا وإن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين؛ ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة))
صارت هذه الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة، المُمسِّكون بالكتاب، المتبعون للسنة الخالصة من الشوب والأهواء، والبدع، وهم الطائفة الظاهرة، الذين قال فيهم: ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس))
وهم وسط بين طرفين، وعدل بين عوجين، وهدىً بين ضلالتين:
1- بين المشبهة والمعطلة في باب صفات الله.
2- وبين الجبرية والقدرية في باب أفعال الله.
3- وبين المرجئة والوعيدية في باب وعيد الله، وأسماء الإيمان والدين.
4- وبين الخوارج والرافضة في باب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.